وصاية

العقلية التي تشكلت لدى الكثير من الإسلاميين هي عقلية الوصاية على الناس والتحكم بهم من أجل مصالح العباد والبلاد مع أن الله عز وجل يقول: لست عليهم بمسيطر ويقول: لا إكراه في الدين ويقول: أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين!
صرنا نسمع اليوم من يقول إذا قمنا بانتخابات نزيهة فقد لا يختار الناس حكاما صالحين والحل في نظرهم عدم إجراء انتخابات أي الصيرورة إلى الاستبداد وحكم الظلمة الفجرة الذين كانت معاناة الإسلاميين منهم هي الأشد!
وأنا أقول: إن الوطن هو الفضاء المملوك لكل المواطنين ولهذا قرر جمهور الفقهاء أن العقد الذي يربط الناس بحكامهم هو عقد وكالة والوكيل لامكرِه له ولا شروط عليه وهو يتحمل كامل المسؤولية عن سوء اختياره لمن سيحكمون البلاد.
ولأهل الغيرة على حرمات الدين ومصالح البلاد تقديم النصح والتحذير ليس أكثر.
حين يختار الناس بملء إرادتهم غير الإسلاميين ليحكموهم فهذا يعني أحد شيئين أو الشيئين معا الأول هو أن معظم الشعب ليس صالحا ولا مهتما بتطبيق الشريعة
الثاني هو الاعتقاد أن الإسلاميين غير مؤهلين لإدارة الشأن العام.
في الحالتين يكون المطلوب هو الإصلاح المتدرج وبالأدوات الناعمة.
التغلب على الحكم هو لصوصية وأنانية وله عاقبة واحدة هي الفشل في الدنيا واستحقاق العذاب في الآخرة.
لو طلبنا من عشرين لصا أن يختاروا رئيسا عليهم لاختاروا أفضل شخص بينهم بحسب معاييرهم!
د. عبدالكريم بكار