استعادة الشارع الثوري

قامت الثورة السورية المجيدة بمبادرة من أناس طيبين وطنيين أحرار انتفضوا من أجل كرامتهم وحريتهم وحقوقهم في وجه نظام صفى عشرات الألوف من المعتقلين واغتصب زبانيته آلاف الحرائر في السجون ونهب خيرات البلد وأخيرا بدأ بتسليمها لإيران.
بدأ تسلح الثورة للدفاع عن المتظاهرين وحماية المظاهرات وبما أنه ليس هناك خط فاصل بين الدفاع والهجوم في الحروب وجدنا أنفسنا منغمسين في حرب غير متكافئة وجرى ما جرى مما لايخفى على أحد…
بطرق ولأسباب شتى بدأ نزع الثوب الوطني عن الثورة وبدأ إكساؤها أثوابا شتى لا تناسب طبيعتها ولا يتحملها جسدها النحيل وبسبب من العسكرة والأدلجة تراجع حراك الشارع الثوري وأخذ كثيرون بالعودة إلى حضن النظام القاتل الذي ثاروا عليه.
تراجعت العسكرة وخفت صوت كثير من الحلفاء وفي هذا خير كبير في نظري
تحكم المسلحون بالمشهد الثوري فاختنقت الروح المدنية للثورة وبات الناس يراهنون على إسقاط النظام المجرم بقوة السلاح.
أما الأدلجة فقد مهدت للتكفير والتخوين وفرقت صفوف الثوار وأوجدت داخل الثورة ما يشبه الكانتونات الفكرية والسياسية…
اليوم وبعد تراجع العسكرة وقيام جهات دولية بالعمل على إعادة تأهيل النظام القاتل وانكشاف خطر الغلو وضيق الأفق والأدلجة بكل أشكالها جاءت الفرصة الذهبية لاستعادة الروح الأولى للثورة واستعادة الشارع السوري الحر الأبي وهو وشارع طويل جدا وبعمق التاريخ الحضاري لسورية.
نريد للتنسيقيات والمظاهرات والاحتجاجات وأسماء الجمع أن تعود من جديد في المناطق المحررة وكل أنحاء العالم .
يجب أن يعي العالم أن صراعنا مع النظام المجرم هو صراع فكري أخلاقي حضاري في المقام الأول.
دعونا من التلاوم وانتظار الدعم من هنا وهناك ولنعد إلى انتظار المعونة ممن يعطي من غير شروط تبارك وتعالى. الشارع هو سلاح الثورة الأقوى والأنقى والأبقى.
أوقدت الثورة السورية المجيدة في نفوسنا شعلة تتأبى على الخمود وإن النصر مع الصبر
د.عبد الكريم بكار