تحفيظ الكتاب العزيز

إني أشعر أن من واجبي أن أتوجه بالتحية والإكبار ، لكل أولئك الكرام الذين يقومون على جمعيات ومعاهد تحفيظ القرآن الكريم

وكل أولئك الذين يبذلون جهودهم في إقراء القرآن الكريم وتحفيظه وجميع الداعمين لهم ، حيث لا يخفى أن ما حدث على هذا الصعيد خلال العقود الثلاثة الماضية شيء يدعو إلى الإعجاب . أسأل الله للجميع المثوبة والقبول .

كنت أشرت في الرسالة السابقة إلى وجود قصور في طرق تحفيظ القرآن الكريم والتعامل مع الأطفال الذين يرتادون حلقاته في أحيان كثيرة ، وقد يكون من المفيد الإلمام  ببعض الأسس في هذا الشأن :

1ـ لا يستفيد الأطفال من التردد على حلقات التحفيظ إلا إذا كانوا راغبين في ذلك ، ومن المألوف جداً أن يشعر الطفل في البداية بشيء من التخوف والنفور والملل ، ومن الطبيعي أن يمارس الأهل شيئاً من الضغط على الطفل ، لكن هذا في البداية ، وبعد ذلك ينبغي أن تكون الحلقة جذابة بما فيه الكفاية لحضور الطفل ، وإلا فإن الفائدة ستكون قليلة أو معدومة .

2ـ إذا لم يبد الطفل رغبة في الحضور كل يوم إلى الحلقة ، فينبغي ألا ننزعج من ذلك ، ونوافق على أن يذهب إليها ثلاثة أيام في الأسبوع .

3ـ ينبغي أن يكون الهدف الأساسي من الحضور إلى الحلقة هو التهذيب والتربية وصقل الشخصية وليس الحفظ ،  وهذا يعني ضرورة أن يكون القائمون على الحلقات مؤهلين للقيام بهذا الدور .

4ـ تعلم التجويد وحفظ النصوص ـ مهما كانت ـ من الأمور التي ينفر منها كثير من الأطفال ، ولهذا فالمطلوب التخفيف من حدة ذلك من خلال تخفيف إيقاع الحركة في الحلقة وإتاحة الفرصة للحديث والحوار ، ولا بأس أن يتخلَّل ذلك شيء من الحكايات الجميلة ذات المغزى التربوي .

5ـ اللعب والمرح هما قوت الروح بالنسبة إلى الطفل ، ولهذا فإن من المهم جداً أن يكون هناك زوايا و مساحات للعب الأطفال ولهوهم تحت إشراف شيخ الحلقة بالإضافة إلى توفير شيء من الحلوى والمشروبات اللذيذة والمفيدة .

تكون الحلقة مفيدة ونافعة ومؤثرة إذا شعر الطفل بالانزعاج في اليوم الذي لا يذهب فيه إليها، كما يشعر بعض الأطفال بالانزعاج في الأيام التي لا يذهبون فيها إلى روضاتهم . هذا هو ميزان النجاح ، والله الهادي والموفق إلى الصواب .

وإلى أن ألقاكم في رسالة قادمة أستودعكم الله

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

محبكم د.عبد الكريم بكار

في 9  / 4 / 1431هـ