من أجل انطلاقة حضارية شاملة

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة

 

الحمد لله ولي كل نعمة ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه

الأخيار الطيبين .

وبعد :

فهذا هو الجزء الثاني من السلسلة التي عمدنا إلى إخراجها بعنوان : ( المسلمون بين التحدي والمواجهة ) . وكنا قد خصصنا الجزء الأول منها للحديث عن الواقع الذي تعيشه أمة الإسلام على المستوى المعنوي والمادي .

ورأينا أن نفرد هذا الجزء للحديث عن أهم الأسس والشروط الضرورية التي يجب أن نوفرها ؛ كي نتمكن من نهوض حضاري عام لإصلاح شئون الدين والدنيا .وقد صح العزم على تخصيص هذا الجزء لبحث قضايا نراها مهمة ، في الجوانب الفكرية والثقافية والأخلاقية والتربوية ؛ حيث إن هذه الجوانب شهدت إصابات التخلف الأولى قبل الجوانب العمرانية والتنموية والمادية .

ومن هنا فإننا نعتقد أن تحضير الإنسان شرط أساسي ، وسابق على إشادة العمران . وما لم ننجح في ذلك ، فإن جهودنا في إعمار الأرض ستكون ضعيفة الثمار ، محدودة النجاح . بل إن كل إنجازات الإنسان على الصعد المادية والعمرانية على مدار التاريخ كان يتم تدميرها بسبب حماقات الإنسان ورعونته وانحرافه عن الصراط المستقيم !.

ولا يعني هذا أننا لا نلقي بالا للأحوال المعاشية والاقتصادية ، فنحن سنتحدث عن ذلك في جزء قادم من هذه السلسلة بعون الله ؛ ولكن ذلك يشير بوضوح إلى أن الإنسان في مذهبيتنا هو مركز الكون ، وأن حضارتنا إنسانية النزعة أخلاقية الوجهة .

ولا نزعم أن كل ما سنقوله في هذا الكتاب ، أو أكثره من الطارف المستجد ، أو مما وقع عليه الإجماع بين الباحثين والمفكرين . فاتساع المعرفة وتراكمها يجعلان مساحات الجديد ضيقة . والفكرة التي تستحوذ على الإجماع تستنفد جزءا من طاقتها الإبداعية ، وتتهيأ للدخول في مرحلة التقادم والاضمحلال . وإن من الوظائف الأساسية للأفكار الجديدة إثارة الاهتمام والجدل ، وتحفيز التشاؤل ، ومس طيوف الأفكار العميقة لدى القارئ .

وإني لأرجو أن يكون لهذا الكتاب سهم في هذا .وأسأل الله – جل وعلا – أن يوفقني لما هو خير وأبقى .

فهرس الأفكار والمقولات العامة

– تحضير الإنسان شرط أساس وسابق على إشادة العمران .

 

– إذا أستحوذت الفكرة على الإجماع فقدت جزاء من طاقتها الإبداعية .

– إذا ثقل الجسد على الروح أعطاها المسوغ للخلاص منه .

– إن اعتزازنا بأمجاد السلف لا يمكن أن يستمر ما لم نصلّبه بالمعارك الحضارية الناجحة .

– إن عصا المعول التي تهدم في صرح الإسلام تحمل في أحشائها نواة لوريقة تحن إلى التوحيد ، وتصدح به ! .

– إذا لم نستطع أن نقارب بين رؤانا للماضي لم نستطيع أن نتقارب في فهم الحاضر . وإذا لم تتقارب رؤانا للحاضر لم نستطع التخطيط للمستقبل .

– الواقع انفلات ، وهو يشبه ( الهيولى ) في الفلسفة اليونانية القديمة ، ومن ثم فإن فهمه أمر ليس باليسير .

– كثير من الناس غير قادر على إدراك الواقع لا بسبب هروب الواقع ، ولكن بسبب هروبه من الواقع .

– طالما صرنا إلى استخراج نتائج قطعية من مقدمات ظنية وطالما آمنا بنتائج لا تستند إلى مقدمات !.

– لكل عصر من العصور أفكاره المحورية الطاغية ، وهي في العادة ليست كثيرة .

– ليست الحرية شعارات مجوفة ، وإنما هي إمكانات جيدة تتيح الاختيار وتوفر البدائل .

– إن المجتمعات حين تكون في حالة شخيخوخة يكثر حديثها عن الماضي ، ويكون المستقبل في نظرها عبارة عن ( هموم ) ليس أكثر .

– تحديد الأهداف يدعونا إلى البحث عن الموارد والامكانات ؛ حيث إن الظيفة توجد العضو .

– الخطة الناجحة لا تكون إلا بنتا للمعلومة الجيدة .

– تراكم الخبرات الإنسانية واتساع الحاجات جعل أية مرحلة سابقة لا تتسع في أطرها وتنظيماتها لمرحلة لاحقة ؛ مما يدعو إلى الاجتهاد والتجديد .

– كما أن في واقعنا المعاصر كتبا لا تستحق أن تقرأونظريات لا تصلح للتطبيق ، كذلك في تراثنا كتب وأفكار ونظريات لا تستحق الاهتمام .

– العقل الإنساني محدود ، وهو لا يدرك الأشياء إلا ضمن حدود الزمان والمكان وقيودهما .

– الحكم بالخطأ لا يستلزم اللوم دائما ؛ ولا سيماإذا وضعنا القول أو العمل في سياقه التاريخي والمعرفي .

– إن مشكلة الإجهاز على البيئة تكمن في ان الارض واحدة ، والعالم ليس واحدا .

– على مقدار تجذرنا في التراث تكون قدرتنا على استيعاب روح العصر وتمثل نظمه .

– من خلال حركة التردد بين الانغراز في الماضي والانغماس في الحاضر تنبثق ( الذاتية ) القادرة على بناء النموذج الحضاري المتفرد .

– تأسيس روح المدينة ورمزياتها ونظمها شرط أساس لقيام وضعية حضارية ثرية ومتفردة .

– الإمكانات العقلية لدى الإنسان بمثابة ( الرحى ) والثقافة هي الحبوب التي نصبها فيها ، والأحكام العثلية التي نصدرها هي الدقيق الذي تنتجه الرحى ؛ ولا استقامة لها ما لم تستقم الثقافة .

– إن الثقافات البعيدة عن الانغماس في تيار الحضارة المتدفق لا تستطيع تأسيس المدنيات ولا استيعاب النظم الحضارية .

– قد يغادرنا عصر بأكمله دون أن نلجه إلا من باب الاستهلاك والاستمتاع .

– إن علينا ان نصر على كسب معركة الافكار ؛ لأن ما نملكه من ثروات وأسلحة وإمكانات سيكون محدود الفائدة إذا لم نقدم الافكار الإصلاحية العظيمة .

– لا أحد يستطيع الدفاع عن أفكار عقيمة لا تملك ما يمنحها الفاعلية والبقاء .

– ثبت بالتجربة الحية أن أخطر ما يقع من تجاوز للموضوعية في االتعبير عن الأفكار والوقائع إنما يكون في المحاورات والأحاديث الشفوية .

– لا يوجد لدى أمة من الأمم مشكلات لا يمكن النفاذ إلى أعماقها وتحقيق نوع من السيطرة عليها .

– إن وضع القضايا المحلية في إطار إقليمي ووضع الشخصية في إطار اجتماعي ، قد يؤهلنا لنوع من السيطرة عليها .

– إن من مهام المبدعين الأساسية وضع الأنظمة الصغرى في أنظمة أشمل .

– ما كان يتأثر باختلاف الزمان والمكان جاء مجملا في الشريعة وما كان لا يختلف باختلافهما جاء مفصلا ، كما في الشعائر .

– إن المبدأ لابد فاعل ؛فإذا لم يعمل في حياتنا ، فربما عمل في نفسه ، وجعل يهضم غطاء مشروعيته ، أو يتحول إلى شعار .

– نحن نعرض في كثير من الأحيان عن بحث الإمكانات التي نحتاجها للوصول إلى أهدافنا ، والسبب في ذلك أن طموحاتنا دائما فوق طاقاتنا ، مما يجعل البحث في الامكانات مصدر إحباط وإزعاج .

– إن العنصر الروحي يجعل كل الظواهر الأجتماعية مترابطة على نحو معقد جدا ، يصعب معه قياس مدى صلابة العلاقة بين الأسباب والمسببات .

– في جو العمل المحموم ينظر إلى من يفكر ، أو ينظر على أنه بياع كلام وأن الوقت وقت عمل لا وقت كلام . ثم ثم يكتشف الناس الاختناق وانسداد السبل نتيجة ضعف التفكير .

– إن علينا أن نجعل النقد ملازما للبناء كملازمة الظل للأشياء .

– إن أية نظرية أو مقولة تقود الناس إلى طريق مسدود ليست من العلم في شيء .

– دلت التجربة الاجتماعية التاريخية على أنه عندما يطرأ انحباس على أحد الأصعدة الاجتماعية تتحرر الأصعدة الأخرى ؛ ليجد أولو النهى مجالا جديدا للعمل والعطاء .

– اختراق وعي الفرد للواقع والتاريخ على نحو منفرد سبب رئيسي في وجود تيارات ومذاهب فكرية متنوعة في الاطار الاجتماعي الواحد ، كما أنه سبب مهم في تجديد بنيات المجتمع ونقدها .

– اتباع سبيل الرشاد والوقوف على الحقائق الدقيقة ليس سبيل الجماهير العريضة .

– الاستسلام للأفكار الشائعة والرهبة من أعداد من يؤمن بها يجعلان عمليات التجديد والاصلاح متعثرة ومترددة .

– إن الذي يخشى حكم التاريخ سيظل على هامش الفعل وهامش التاريخ ايصا .

– الساحة الحضارية مترامية الأطراف ، وهي تتسع لكل الخيرين ؛ لكن شريطة إبصار الخطوط العريضة والإطار العام ليس أكثر .

– إن فقه المنهج الرباني ليس عسيرا ؛ لكن المعقد كل التعقيد هو فقه الحركة به .

– إن طبيعة الامتداد تغير في الاتجاه من خلال سلسلة التغيرات الصغيرة والبطيئة التي يستعصى الشعور بها على الأنساق الثقافية ، فلا تستثيرها للمقاومة .

– إن الواقع المؤلم يدفع الناس إلى تجاهله على نحو ما يدفع الألم الشديد بصاحبه إلى الغيبوبة .

– إن الواقع الاجتماعي ليس أنعكاسا مباشرا للأفكار السائدة .

– إن فاعلية إي مجتمع تقاس بما يحققه من تطابق بين مثله وسلوكه .

– تحلينا بفضيلة ( المرونة الذهنية ) يجعلنا نسمح للواقع بالنفاذ إلى أفكارنا .

– الخلافة الراشدة والمجتمع الإسلامي لا يتم إنشاؤهما بقرار ؛ وإنما عن طريق البناء المتدرج .- ضاع الإنسان بين من فقد أسس المعرفة به – الغرب – وبين من فقد وسائلها – المسلمين – !.

– إن المجتمع الذي يعجز عن تلبية الحد الأدنى من حاجات أبنائه مجتمع مريض .

– الذكاء سيظل عديم الفائدة بالنسبة للذين لا يملكون سواه .

– كلما رقى الإنسان ، وتعقدت الحياة من حوله شعر أن ما لديه من قوى فطرية لم يعد كافيا .

– إذا لم ننجح في صياغة الإنسان صياغة جيدة فليس من المرتجى أن نفوز في أي مجال أخر .

– يحتاج الإنسان كي يبقى على شيء من الحيوية إلى أن يعيش بين مجموعة من التناقضات .

– إن الصراع من أجل هدف سام يعني وجود مسوغات للوجود .

– لا نستطيع أن نتعامل مع بعضنا ومع الأشياء من حولنا دون أن نتبادل القيود .

– إذا كانت أهمية الإنسان مستمدة مما يملك ، فماذا يبقى له إذا خسره ؟ .

– الجوهر الإنساني ثابت ، لا يكاد يتقدم ، أو يتأخر .

– حين يكون الاعتبار الأول في المجتمع لـ ( المظاهر ) فإن الناس يتسابقون على استهلاك الأشياء بدل حفظها والعناية بها .

– جوهر الإنسان لا يتبلور من خلال الأخذ ، وإنما من خلال العطاء .

– قانون العمل العطاء ، وقانون المال الجمع .

– سلطة الكفاءة والأهلية تشع من صاحبها دون أمر أو نهي .

– كل ما يبدو لنا بسيطا هو في الحقيقة مركب ، وكل ما يبدو لنا معزولا هو في الحقيقة جزء من شيء أكبر على نحو ما .

– المجتمع الذي يقسر أفراده على التماثل الكامل يهيء نفسه للتفسخ في نهاية المطاف .

– لقد مللنا الحديث مع أنفسنا وحول أنفسنا ، وآن لنا أن نتكلم في أمور أكبر وأوسع .

– إن الانفعال شرط لتفجير القدرة العالية ، كما أن النضج العقلي شرط لامتلاك الإرادة الحرة .

– من المهم أن نشعر أن ما لدينا من العلم والخبرة ليس كافيا .

– إن العلم الذي لا يستطيع أن يجهر به صاحبه ، ويبرهن على مقولاته ليس بعلم .

– إن الحصول على الإنسان الناضج المكتمل يحتاج إلى خمسين سنة من التربية والصقل .

– الثقافة هي القاعدة الاساسية لتشكيل وعي الإنسان بذاته .

– وعي الثقافة العليا بذاتها كثيرا ما يكون نتيجة وعيها بغيرها .

– حين يتم اختراق ثقافة ما ، فإنما يتم عن طريق ثقافة النخبة ؛ لأن طريقة فهمها عبر منطقية محددة تسهل اختراقها .

– إن الثقافة التي لا تصبح عالمية ، لا يمكنها أن تحافظ على خصوصيتها .

– إن اثقافة تقبل من الوافدات الأجنبية ما يمس خبراتها السطحية ، وما ينشط وظائفها ، أو يوظف مبادئها العليا .

– إن الابداع يعني عدم وجود حلول كاملة لمشاكلاتنا في الماضي أو عند الغرب ، كما يعني عدم الرضا عن المعطيات الحالية والظروف المعيشة .

– إن شعار العملية يتكثف في المقولة الذائعة : ” دعونا نلمس ” حيث تصبح النتائج معيارا لصحة الأفكار وصحة طريقة توظيفها واستثمارها .

– إن كثيرين من يبحثون المشكلات معتمدين أدبيات المنطق اليوناني الذي يبحث كل شيء في الذهن وخارج الواقع ؛ مما جعل المشكلات تزيد ، ولا تنقص .

– تظل التنوعات العرقية والمذهبية واللغوية طبيعية في المجتمع ما لم يقم أصحابها بإضفاء أهمية خاصة عليها ؛ فتتحول إلى عوامل شقاق .

– إن خلو الأمة من المثقفين والمفكرين العظام يجعل ثقافتها تنمو دون قيود ، ويجعلها مليئة بالتناقضات والتداعيات اللا منطقية !.

– إن المثقف الحق هو الذي يتجاوز مرحلة تكديس المعلومات إلى مرحلة ملكيتها والوعي الكامل بترابطها وأساليب التوليد منها وننتائج تطبيقاتها .

– حين ينهمك المثقفون في التنافس على حصد المنافع المادية على حساب مبادئهم وعقائدهم ، يكونون قد بلغوا أدنى درجات الانحطاط !.

– إن مهمة المثقف أن يمنح الرؤية الشاملة للوضع الذي ينبغي أن يكون فيه .

– التربية ليست انعكاسا مطابقا للثقافة ؛ فهناك دائما علاقة معقدة بينهما تحكمها عناصر خارجة عن كلتيهما .

– إن الواقع المعيش هو الذي يحدد مدى فاعلية التربية وإنتاجيتها .

– على مقدار الهوة الفاصلة بين القول والفعل في الواقع المعاش تكون أزمة التربية .

– الثقافة المتأزمة تؤدي إلى تربية متأزمة وواقع متأزم وكل منهما يزيد في تأزم الثقافة وانحباسها .

– إن ما يميز الإنسان عن الحيوان أنه لا يستطيع أن يصبح إنسانا إلا بالتربية .

– إن ولد الإنسان لا يربيه إنسان لا يملك شيئا مما يمتلكه الإنسان .

– إن من حق كل فرد أن ينفذ إلى الواقع ويحيط به بطريقته الخاصة دون قسر أو إكراه من أحد على نمط سائد .

– إن قدرا من الحرية ضروري للنمو وتكوين الشخصية لكن إعطاء الحرية دون رقابة – عن بعد – قد يكون مدمرا .

– إن إذلال الطفل يولد لديه مناعه ضد النصائح التي تلقى عليه ، وسلب كرامته يسوغ له عمل القبائح .

– تميل التربية – بطبيعتها – إلى أن تتخذ أشكالا ثابتة . وهذا يشكل أول تحد لها في زمن سريع التغير .

– إن من الحيوي في القضايا التربوية وغيرها ألا تدمج الذات في الموضوع ولا المضمون في الشكل ؛ حتى لانسهل عملية حلول الشكل مكان المضمون .

– إن حاجة أطفالنا إلى التربية ليست أكثر من حاجتنا إليها ؛ فنحن بحاجة ماسة إلى الشعور بأننا لم ننضج بعد .

– إن استنفادنا للأهداف التي نحيا نا أجلها يقطعنا عن إنسانيتنا .

– إن الشباب الحق هو الذي يتحلى صاحبه بحيوية الأطفال ودهشتهم من الجديد وحديثهم عن المستقبل !.

– حين تعمد أمة إلى تجسيد روحها في رسوم وشكليات ونظم ولوائح فإنها تقوم في الحقيقة بتنظيم الوعي المدني لديها .

– حين قام الغرب بإحتلال الوعي لدينا صار المسلم عاجزا عن فهم ذاته وشروط وجوده إلا من خلال مقولات الغرب عنه .

– الصحوة الإسلامية المباركة فرصة نادرة للمدينة الإسلامية ؛ كما تعيد تأسيس ذاتها وصقل جوهرها وبعث الحياة في أوصالها .

– إذا تسلط العقل على القيم باحتمالاته وتأويلاته وموازناته هيأ للناس سبل التحلل منها !.

– إن لدينا أفكارا كثيرة غير قابلة للتطبيق ، كما أن لدينا أعمالا كثيرة لم يسبقها أي تفكير !.

– إن القيم لا تفرض فرضا على أحد ؛ بل إنها لا تدفع ، لكنها تجذب من خلال القدوة الحسنة والمثل الطيب .

– إن كثرة انتماءات الفرد الاختيارية تدلل على حيويته وانفتاحه على مجتمعه .

– المجتمعات التي لا تتوفر فيها إلا مجموعات الانتماء القهري هي مجتمعات إلى البدائية والركود أقرب .

– إن الجماعة لا تستطيع أن تمارس من فرض معاييرها الاجتماعية إلا على مقدار ما تقدمه لأفرادها من نفع وحماية وأمان .

– أقام الإسلام موازنة دقيقة في علاقات الفرد بمجتمعه ملخصها : ( أنا لمجتمعي ومجتمعي لي ) .

– حين يقوم أفراد مجتمع بتحقيق مصالحهم بعيدا عن هدي مبادئهم فإن الثمن الذي يدفعونه هو انحطاط أخلاقهم .

– إن المسألة الحقيقية التي علينا أن نقطعها هي المساحات الفاصلة بين مبادئنا وسلوكاتنا .

– العقيدة الاجتماعية هي : جماع المبادئ والمصالح ومركز التوازن بينهما ، وهي إلى الحركة أقرب منها إلى الثبات .

– يمكن لكثير من العادات والتقاليد أن تعيش قرونا دون تغيير يذكر بشرط بقائها خارج منطقة الوعي الفردي والاجتماعي .

– إن من عادة الناس الميل إلى جعل المنهج الرباني جزءا من ثقافتهم بدل أن يكون المهيمن عليها .

– إن التغير الاجتماعي شيء محتوم ، وعلينا أن نوجهه بدل أن نقاومه .

– إن التقدم والتأخر شيء نسبي وإن الذي يحدد معاييره الدول والشعوب التي تقود التقدم .

– إن الترابط الاجتماعي مرهف الحساسية ومن ثم فإنه يحتاج إلى مداراة كبيرة .

– كثير من الناس لدينا انسلخوا عن هويتهم ، ولم يستطيعوا الاندماج في الحضارة الحديثة ؛ فهم كالمرأة المعلقة ، لا هي مزوجة ولا هي مطلقة .

– سيظل مصير الأمة مشروعا تحت الإنجاز وحين يظن مجتمع أنه أخذ شكله النهائي فإن ذلك لا يدل على قرب نهايته .

– إن الوصول إلى القمة ليس هو المهم ، ولكن المهم هو البقاء هناك . وإن المهم ليس أن نبقى ، ولكن ماذا نعمل عند البقاء فيها .

– ليس للتقدم أية قيمة ما لم نمنحه معنى من خلال مشروع عظيم .

– لا يأتي بالأمل إلا العمل ، ولا شيء يغري بالنجاح كالنجاح نفسه .

– يصعب على الإنسان أن يتقدم في حلالت الفقر المدقع .

– الحالة الاجتماعية الناجزة في أي مجتمع هي نتيجة عاملين : التجانس الثقافي والرقابة الاجتماعية .

– المجتمعات التي لا تستطيع إعادة النظر في وسائل ضبطها الاجتماعي ليست بمجتمعات وإنما هي حشد أجساد .

– الحدود والعقوبات وأشكال النبذ الاجتماعي لا تنشيء مجتمعا ولكنها تحميه .

– لا نستطيع أن نكون شهداء على الناس وأيدي أبنائنا ممدودة لاستجداء العالم شرقا وغربا .

 

 

 

الخاتمة

ليست الأفكار التي سطرناها في هذا الكتاب مشروعا حضاريا ، ولا هي مقدمات له ؛ وإنما هي جملة من المفاهيم والملاحظات والتأملات التي نرى أن بإمكانها فتح بعض الآفاق على طريق تحسين وافع الأمة والنهوض به .

والملاحظ على كتابنا هذا قلة الأمثلة في مواضيع كثيرة منه . وهذا أمر أملته طبيعة الموضوع ؛ فإن الفكرة تظل في كثير من الأحيان مرفرفة ومعطاءة ما لم نعمد إلى تقييدها بمثال . فكأن الأمثلة تحجم من إيحاءات النص ، وتوقف بعض تدفقه في توليد أفكار جديدة .

وعلى كل حال فإن ما أوردناه من أفكار لا يمثل معطيات نهائية في كل موضع . وربما اقتضى نمط الكتابة والطرح الذي مارسناه هنا شيئا من إطلاق العبارة أو التجوز فيها ؛ فنأمل أن يلتمس القارئ الكريم العذر إن بدت بعض التعبيرات مستغلقة أو يتبادر إلى الذهن غير المراد منها .

وبعد فما كان في هذا الكتاب من خير وصواب ؛ فمن فضل الله وتوفيقه . وما كان من خطأ وسهو وتقصير فمن نفسي . وأستغفر الله وأتوب إليه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصجبه أجمعين .

والحمد لله رب العالمين .