خطوة نحو التفكير القويم

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

وبعد:

فإن المنهج الرباني الأقوم الذي أكرمنا الله – تعالى – به يوفر لنا إذا – فهمناه والتزمنا به على الوجه الصحيح – أرضية ممتازة تمكننا من التفكير على نحو ممتاز؛ لكن من طبيعة العمل في الأمور العقلية وأعمال التفكير والاستنباط وجود فراغات لايمكن ملؤها إلا عن طريق الاجتهاد والذي يشوبه دائماً الظن والخطأ.

ولا يخفى من وجه آخر أن علاقة انفعالاتنا تسيطر على عقولنا ، ونبدأ بالتفكير تحت تأثير رغباتنا وأهوائنا ؛ مما يبعدنا عن الحقيقة ويشوّش رؤيتنا للأشياء. أضف إلى هذا طبيعة القصور الذي يعاني منه العقل البشري حيث يعجز عن إدراك المسائل الكلية ، كما يصعب عليه – من غير زاد ثقافي جيد – التفريق بين الأشياء المهمة والتافهة ، وبين الأشياء الآمنة والخطرة ؛ مما يجعلنا حين نتعامل مع هذه المسائل نقع في الكثير من الخطأ وسوء التقدير.

ونتيجة لكل ما سبق فإن تشغيل العقل ينتج الأخطاء الفكرية والأوهام والضلالات ، كما يفعل الماء حين نسقي به الزرع  فإنه لا ينمي الزرع فحسب ، ولكن يُنبت إلى جواره الأعشاب الضارة أيضاً.

ولهذا كله فليس أمامنا – إذا ما أردنا أن نحصل على أعظم قدر ممكن من صفاء التفكير ودقة التصورات ورشد الأحكام – سوى أن نمارس نقد تفكيرنا الذاتي وتسليط الأضواء على طبيعة عمل العقل والالتباسات التي يقع فيها , ويجب أن يستمر هذا الأمر على المستوى التطبيقي مدة استمرار وجودنا.

وأعتقد أن تنقية التفكير لدينا من أكبر قدر ممكن من العادات الفكرية السيئة ، يجب أن تسبق تزويد عقولنا بطرق التفكير والمبادئ الثقافية الصحيحة ؛ فالتخلية – كما يقولون – قبل التحلية.

ولهذا فإن هذا الكتاب يعد مدخلاً لكتابي (عقلية إسلامية معاصرة) والذي سأركز فيه – بحول الله وطوله – على المعاني والمضامين وأساليب النظر والتفكير التي تكون تلك العقلية.

في الختام فإنني لم أقل في هذا الكتاب كل ما ينبغي قوله ، وإنما ركزت فيه على أهم الأخطاء التي نقع فيها أثناء التفكير ، وأهم العيوب والنقائص التي تشوبه.

وقد عمدت إلى تناول بعض القضايا المهمة تحت غير ملمح ، وبأساليب عديدة حتى أعطيها ما تستحقه من العناية والبحث.

وأسأل الله – جل وعلا – أن يبارك هذا العمل وأن ينفع به الإخوة القراء ، وأن يجعله في ميزان حسناتي وأن يوفقني لما هو خير وأبقى ؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.

 

يناقش الكتاب 30 عنوانا هي :

1- لماذا نخطئ .

2- قصور العقل البشري .

3- العجز عن التفصيل .

4- وهم الحياد الكامل .

5- الخلط بين النظام المفتوح والنظام المغلق .

6- اللجوء إلى الحل الوسط .

7- الاهتمام بالصغير المباشر .

8- الفكر يشوه الواقع .

9- الصواب الوحيد .

10- ضعف حساسية العقل نحو النسبية .

11- الفكر المتصلب .

12-الفرار من مواجهة الحقيقة .

13- التفكير السلبي .

14- العجز عن تقديم تفسيرات متعددة .

15- تفكير المسار الواحد .

16- شدة التمسك بالقديم .

17- مجاوزة البحث في الواقع إلى التفكير النظري .

18- الوثوقية الزائدة .

19- التفكير الانتقائي .

20- التهويل .

21- الاغترار بالإمكانات الشخصية .

22- التفكير التبريري .

23- اللغة والتفكير والانفعالات .

24-التعميم .

25- التفكير المبسط .

26- الاهتمام بالاستثنائي .

27- التفكير العجول .

28- رؤية الأشياء من وجهة نظر خاصة .

29- الانخداع بالصدق الشكلي .

30- ضعف القدرة على التجريد .